الفصل 1: سايرو و مي مين

________________________


حرب الآلهة... من لم يسمع بها.


هناك من قرأ عنها في الروايات.. و هناك من بحث عنها في الكتب. لكن هل حقا حرب الآلهة قد حدثت من قبل؟ متى حدثت؟ في أي عالم حدثت؟ ماذا كانت نتيجة هذه الحرب؟


هذه أسئلة سنعرف جوابها فيما بعد.


قصتنا هي عن شاب قد تجده في أي مكان، فقط ما يميزه هو أن القدر قد لعنه ليكون بداية للاسباب.

_______

⁂····

[·العالم الازرق·عام 2082 ]


كان الجو غائما، قطرات المطر تهبط باستمرار تشعرك بجو الشتاء البارد.


“رنيييين..رنيييين”

الهاتف يرن منبهه كانت الساعة فيه السابعة صباحاً.


“مزعج...”

صوت غليظ، كأنه كأنه عجوز يعاني من صداع الرأس، لكنه كان شابا في عمر العشرينات ينهض من السرير.


كان الشاب ذو عين سوداء و كأنها لم ترى البهجة من قبل، و شعر بنفسجي واضح انه مصبوغ، و بنية ضعيفة ذو عضلات رقيقة.


“اليوم السبت سيكون آخر يوم لي في الجامعة.. ”

قال الشاب بينما ينظر في هاتفه.


فرقعة الشاب اصابعه و اذا بالستائر تفتح لوحدها، و التلفاز يشتعل لوحده، و الضواء تنطفئ لوحدها.


“بمجرد ان انتهى من استلام شهادتى سأعود للنوم مجددا...لا يوجد شيء لأفعله على اية حال.. ربما”


تنهد الشاب بينما تظهر ملامح الحزن على وجهه. ثم مد يده ليمسك بإطار صورة.. في الصورة كانت توجد عائلة مكونة من رجل و امراة و طفلين صغيرين، الاول فتاة صغيرة والثاني فتى صغير يشبه الشاب الى حد ما.


غادر الشاب المنزل..

في طريقه ترى ناطحات سحاب كلها زجاج، و سيارات بتكنولوجيا متقدمة، و الاضواء في كل مكان، كان من الواضح أن التكنولوجيا في هذا العالم كانت متقدمة جدا.


هذا الشاب يتمشى و هو يتصفح هاتفه باستمرار،

فدخل احدى مواقع التواصل و كتب التالي: ⟦ما هم البشر؟ ⟧


سؤال غريب!

او ربما شخصية الشاب هي الغريبة، لا تستطيع التمييز.


“صباح الخير..”

قال الشاب و دخل قسمه.


“نعم…”

“اووه..”

“صباح الخير”

رد عليه البعض بعجرفة، و البعض لم يرد.


كان من الواضح أن كان مكروها من قبل قسمه، لكن رغم ذلك جلس الشاب يلعب بهاتفه لينتظر تسلم شهادته.


بعد مدة من الزمن دخل ثلاثة اشخاص بالغين، بدون قول شيء بدأوا بمنادات التلاميذ..


“رقم 1، فينج شين، 24 عاما، مبروك على نجاحك و تصدرك على أوائل جامعتنا، تفضل لتتسلم شهادتك! ”


قال ذلك الرجل ذو اللحية و هو مبتهج.


‘كما هو متوقع من فينج شين’

قال الشاب في قلبه و هو ينظر بحقد في فينج شين، و على وجهه الاستياء.


مر الزمن..

و اتى دور الشاب.


“رقم 220، إي سايرو، 24 عاما، تفضل لتتسلم شهادتك.. ”

قال ذلك الرجل بدون تعبير واضح.


تسلم الشاب، سايرو شهادته و غادر بدون ان ينظر وراءه.. كان واضح انه لم يكن محبوبا من الكل.


رجع سايرو لمنزله، رمي هاتفه بعيدا و استلقى على سريره ونام بدون ان يدرك شيءً.


بعد لحظات.. هاتف سايرو استمر بإرسال تنبيهات، لكن سايرو كان نائما و لم ينتبه له.


بعد مضي عدة ساعات...


كان الليل قد اتي، و منتصف الليل قريب، كان المطر قد توقف و الجو اصبح صافيا.


“وااه...امم...يبدو اني قد غفوت مدة طويلة..ربما...”

نهض سايرو من السرير، و بدأ ينظر يمين و شمالا.


“انا جائع... حسنا لنذهب و نعد شيء لأكله. ”

نظر سايرو في هاتفه و وجده يرسل اشارات باسمرار، فامسكه.


“اوه... يبدو ان ذاك السؤال قد حاز على العديد من الاعجابات... اممم.... ما هذا؟ ”


نظر سايرو فوجد العديد من التعليقات، الكثير منها لكنها كلها كانت تقول نفس الشيء


‘انا اعرف كيف تجد الجواب، لكن عليك ان توافق على شرط مني.

هل انت موافق ام لا؟ ’


استغرب سايرو بهذا التعليق، فظن ان مجرد شخص من محبي الإعلانات يريد ازعاجه. لكن سايرو لم يهتم و قام بالرد عليه.


“هووه.. اذن انت تعرف الجواب! حسنا انا موافق!! ربما”


ربما؟

كتبها سايرو ليرى ردة فعل المعلق، لكن في النهاية لم يأتيه شيء. قتيقن انه مجرد اعلان مخادع.


مرت عدة دقائق.. سايرو يأكل و هو لا يزال يتصفح هاتفه.


“لقد كنت اعلم انه مخادع.. انا الاحمق الذي رد عليه.”


بينما سايرو يأكل، فجأة يرى وجه فتاة صغيرة يحدق فيه، للحظة ظن سايرو انه شبح فتكلمت الفتاة.


“اذن فأنت تظن أني مخادعة هاه..!”


كان صوت الفتاة صوت رقيق و طفولي، وجهها صغير، شعرها أزرق سماوي، عينيها ذهبية، حجمها كحجم دمية صغيرة بطول ال50 سنتمتر.


“لقد فاجأتني... ظننتك شبح، فقط من اين اتيت؟ ”

رد عليها سايرو و على وجهه الفزع.


“هااه..ألا ترى الشق الزمكاني... لقد اتيت منه، عظيم أليس كذلك؟ ”

قالت الفتاة الصغيرة بينما تفتخر بنفسها.


“مهلا، جاوب على سؤالي.. هل أبدو مخادعة بالنسبة لك؟ ”

قال الفتاة بينما تحدق بغضب في سايرو.


سايرو استغرب بالذي يحدث أمامه، لكنه قرر تصديق ما يراه، لم يكن لديه خيار.



“اي شخص هذا سيجد فتاة صغيرة بحجم ذراعه و يقول عنها مخادة... متى قلت انك مخادعة؟ بالمناسبة من أنت؟ ”


رد سايرو بفزع و هو يتفحص الفتاة الصغيرة. بالطبع وجود مشهد في منتصف الليل اي شخص سيفزع.


“انا الذي ارسلت لك تلك التعليقات، لقد سمعتك تنعتني بالمخادة.. اااه لا يهم، المهم هو أنك قد وفقت على شرطي. ”

تنهدت الفتاه الصغيرة و اشارت في هاتف سايرو.


“مهلا.. اجل لقد وافقت.. لكن اي شرط هو هذا؟ ”

قال سايرو و هو خائف من قوتها الغريبة التي جعلت هاتفه ينتقل من يديه الي يديها.


“هيهي... شرطي هو أن تأتي معي لعالم آخر و تنفذ ما سأقوله لك.. عندها ستجد جوابك! ”


ضحكت الفتاة بينما تنظر في ردة فعل سايرو.


“ماذا !!! عالم آخر!!! هل تمزحين معي؟ ”

صرخ سايرو و الفزع باد عليه. لكن الغريب هو انك تستطيع رؤية أنه شعر ببعض الحماس أيضا.


“هيا.. هيا لم يبق وقت فبل ان يغلق الشق الزمكاني.. فلنذهب ! ”


سحبت الفتاة سايرو من يديه بينما تتوجه نحو ذلك الشق.


“بالمناسبة تستطيع مناداتي ب‘مي مين’ أتطلع لمرافقتك يا سايرو! ”


ابتسمت الفتاة ،بينما سايرو لا يفهم شيء من ما يجري قال:

“ماذا... مااااااذااااا؟؟ عالم آخر... فتاة بحجم الدمية... شق زمكانية... مالذي يحدث هناااااا!!! ”


صرخ سايرو بينما يبتلعه الشق الزمكانية حتى اغمي عليه.


“يا له من أحمق لا يستطيع حتى تحمل سفر زمكاني... هل حقا ما أفعله هو الصحيح... ”


قالت الفتاة في قلبها بينما تحدق في سايرو المغمى عليه.


“لا يهم كل شيء سيصبح واضحا بعد الارسال الروحي القادم. ”

____________________


انتظروا الفصل القادم!

تأليف: Souhayl TP


2020/10/31 · 1,213 مشاهدة · 987 كلمة
Souhayl TP
نادي الروايات - 2024